تقرير : الجمعية المغربية للإغاثة المدنية .. احترافية عالية في مواجهة جائحة كورونا

متابعة / عادل العلمي

مواكبة للحملة العالمية في مواجهة فيروس “كورونا المستجد”، و في سياق حملة التصدي للوباء الذي باشرتها السلطات المغربية تحت العناية الخاصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،  انخرطت الجمعية المغربية للإغاثة المدنية في حالة الاستنفار القصوى التي أعلنت بالمملكة  بعد تسجيل أولى الإصابات بالفيروس لدى مواطنين مغاربة حاملين قادمين من الخارج.

لجنة طوارئ .. و استراتيجية عمل

الجمعية المغربية للإغاثة المدنية، أنشأت لجنة للطوارئ و أعدت استراتيجية استباقية وفق دراسة عميقة و شاملة لكل مراحل تفشي الفيروس بناء على التطورات التي عرفتها العديد من دول المعمور.

و تمحورت أهم النقاط التي بلورتها استراتيجية عمل الجمعية، حول التحسيس و التوعية، و التتبع، و الدعم المادي و النفسي ..و ذلك عبر مراحل ضمن ثلاث مستويات رئيسية كبرى.

المستوى الأول .. التحسيس و التوعية خاصة لدى الأطفال

يشير المستوى الأول من استراتيجية عمل الجمعية المغربية للإغاثة المدنية، إلى التركيز على التحسيس و التوعية بمخاطر فيروس كوفيد 19، و التوعية بطرق و أساليب الوقاية منه و التصدي له، فكانت سباقة إلى إعداد و طبع ما يزيد عن 50000 من المناشير و المطويات الغنية بالمعلومات و المعطيات حول الفيروس، و هي الوسائل البيداغوجية التي اعتمدتها كل فروع الجمعية 106 بدون استثناء في عملية التحسيس التي استهدفت في مرحلة أولى المؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها، و الذي فاق عددها 52 مؤسسة تعليمية بما يفوق عن 36000، إضافة إلى تجهيز أماكن للنظافة بهذه المؤسسات و تزويدها بمواد التنظيف و المعقمات الضرورية.

الانطلاقة الفعلية لحملة التحسيس كانت بتاريخ 05 مارس 2020 بمجموعة مدارس الرحمة بالدارالبيضاء، قبل أن تعمم على باقي المدن و الضواحي، بل أن مؤسسات تعليمية بالقرى و المداشر همتها العملية.

بالموازاة مع ذلك، عملت الخلايا الإعلامية سواء بالمكتب المركزي أو بالمفوضيات الجهوية على إعطاء انطلاق سلسلة من برامج التحسيس الآنية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، من خلال إصدار عدد خاص لمجلة ” الإغاثي” حول فيورس كورونا، و كذا  المناشير الإلكترونية ، و الوصلات التوعوية السمعية و البصرية، و التي استهدفت ما يفوق عن مليون مستعمل لهذه المواقع بالمغرب.

المستوى الثاني .. المرور إلى السرعة القصوى

مرور السلطات المغربية لتطبيق المرحلة الثانية الاحترازية، و المتمثلة في تطبيق حالة الطوارئ الصحية ، جعل الجمعية تواكب هذا المستجد القاضي بمنع التجمعات العامة، و ذلك بنقل أنشطتها للمستوى الثاني.  

و تتضمن ترتيبات المستوى الثاني ثلاث إجراءات كبرى تهم استمرارية الشق التوعوي، و تنزيل برنامج الشق الصحي الوقائي، و الشق الاجتماعي على أرض الواقع ..

التحسيس و التوعية خاصة لدى فئات مجتمعية أخرى

القائد العام للجمعية السيد أبراهيم راجي ” أبو الرجال” أعلن أن الجمعية ستستمر في عمليات التحسيس و التوعية بمخاطر الفيروس و سبل الوقاية منه، مستهدفة الفئات التي لم تشملها حالة الطوارئ الصحية، و كذلك مساندة السلطات المحلية في حملاتها التحسيسية عبر توفير مركبات و سيارات مجهزة بمكبرات الصوت لتجوب شوارع المدن و القرى، و هي العملية التي استفادت منها جهات المملكة الإثنتا عشر كاملة، و أزيد من 40 مدينة و قرية.

الشق الصحي الوقائي .. الجمعية تكسب الرهان

 في الشق الصحي الوقائي، رفعت الجمعية المغربية للإغاثة المدنية الرهان قصد توفير الكمامات، والأطقم العازلة، والمعقمات و مواد النظافة، و هو الأمر الذي تم بالفعل حيث حيث تمكنت الجمعية من توفير ما يفوق عن 1000 كمامة، و 50 طقما عازلا، و وزعت ما يفوق عن 50000 قنينة معقم سعة 100 ملل، و جهزت 100 حيا بمدن المملكة ببراميل المياه المخصصة للنظافة مرفوقة بسوائل معقمة وضعت رهن إشارة المارة، قصد حثهم على غسل أياديهم.

صحيا دائما، عملت الجمعية على الانخراط الفعلي في عمليات التعقيم التي نظمتها الجماعات المحلية و مكاتب حفظ الصحة و محاربة الأوبئة، و التي استهدفت الأماكن العامة و المؤسسات العمومية وفضاءات التجمع الكبرى و الأسواق الأسبوعية، حيث أحصى المكتب المركزي ما يزيد عن 213 عملية تعقيم شاركت فيها فروع الجمعية.

الشق الاجتماعي .. مبادرات في العمق

و لأن الجمعية المغربية للإغاثة المدنية كانت دائما سباقة لتقديم الدعم، فإن برنامج الشق الاجتماعي من استراتيجية الجمعية عرف تنوعا في المبادرات تهم أساسا تخصيص مساعدات مادية و عينية لفائدة الأسر المتضررة من جراء توقف النشاط الاقتصادي الوطني، و مواكبتهم في الإجراءات المتخذة للتخفيف من ذلك.

أولى المبادرات التي أطلقتها الجمعية تتمثل في مبادرة “قفة الخير” ، و خلالها استهدفت الجمعية توزيع 2500 قفة من المواد الغذائية الرئيسية على شاكلة قفة رمضان الذي اعتادت الجمعية توزيعها خلال الشهر الفضيل، و هي العملية التي همت مدن الرباط الصخيرات تمارة، مدينة الرحمة بالدارالبيضاء، تازة و مكناس و طنجة و الفقية بنصالح و زايو، و غيرها من المدن.. إضافة إلى الوساطة بين المحسنين و عدد من الأسر الهشة.

ثاني المبادرات تمثلت في إطلاق عملية التوصيل المجاني، حيث أحدثت داخل فروع الجمعية وحدات لتلقي طلبات المواطنين وإيصالها مجانا إلى وجهاتها.

ثالث المبادرات ضمن الشق الاجتماعي، تمثلت في تجهيز مآو لفائدة المواطنين من دون مأوى، حيث استطاعت الجمعية إيواء ما يناهز من 110 متشردا عبر أربع مدن رئيسية ، هي طنجة و تمارة و أكادير و سيدي إفني.

المواكبة .. و التتبع الميداني

هذا و مع إطلاق السلطات المغربية لحزمة الإجراءات الرامية للتخفيف من آثار جائحة كورونا، و المتمثلة أساسا في الدعم المادي المباشر لفائدة الأسر المنقطعة عن العمل خاصة في القطاع الغير المهيكل، فإن الجمعية المغربية للإغاثة المدنية أطلقت برنامجا يهدف إلى تعقيم الشبابيك الأتوماتيكية للأبناك المزمع أن تعرف استعمالا مفرطا، و كذا برنامجا تحسيسيا للتعريف بشروط و كيفية التسجيل في خدمات راميد و ما يرتبط بها.

تحت الأضواء

جدير بالذكر أن العمل الجاد للجمعية استأثر باهتمام وسائل الاتصال السمعي البصري من قنوات تلفزية و إذاعية و مواقع إلكترونية مغربية كبرى، و هو ما توج بإعداد خمس روبورتاجات حول أن أنشطة الجمعية و لقاءين إذاعيين إضافة إلى مقالات مكتوبة..

تضحيات من أجل الوطن و استعداد دائم

كما تجدر الإشارة إلى أن المكتب المركزي للجمعية، كان قد أحدث لجنة للطوارئ رابطت ولازالت ترابط بالمقر المركزي بمدينة تمارة، قصد تتبع كل جديد يتعلق بجائحة كوفيد 19، وهي اللجنة التي تضم خلايا عمل خاصة بالاتصال و الإعلام، اليقظة و التعبئة، التوزيع و الدعم و التحسيس و التوعية تحت الإشراف المباشر للقائد العام و نائبه.

إبراهيم راجي “أبوالرجال” القائد العام للجمعية، و في معرض حديثه عن استراتيجية العمل، لم يفته التذكير بكون لجنة الطوارئ قد أعدت سلفا برنامجا استباقيا مخصص للمستوى الثالث، و هو الأمر الذي يتمنى أن لا نصل إليه، مبديا تفاؤله الكبير بقدرة المغرب على تجاوز الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.