الإغاثة المدنية و حكومة الشباب الموازية في ندوة فكرية بسيدي سليمان

سيدي سليمان : جلال كني

شهدت اليوم الجمعة 18 نونبر 2016 مدينة سيدي سليمان ،حدثا فكريا كبيرا ،يأتي تنظيم هذه الندوة الفكرية تزامنا مع ذكرى عيد الاستقلال المجيد وذلك تم على الساعة الرابعة زوالا بقاعة القصر البلدي بذات المدينة،محاور المناظرة العلمية المشتركة بين جمعية الاغاثة المدنية -فرع سيدي سليمان من جهة ،وحكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية من جهة أخرى،في بداية أشغال الندوة والتي عرفت حضورا جماهيريا كبيرا ممثلا في ثلة من الباحثين ،والفاعلين السياسيين وفعاليات المجتمع المدني والصحافة المحلية.

تم افتتاح أشغال الندوة بكلمة ترحيبية من الكاتبة المحلية لفرع الجمعية المغربية اللاغاثة المدنية،لتعطى المداخلة الأولى للباحث في العلوم السياسية بوجمعة بيناهو رئيس حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية والذي تطرق لمحور “فعلية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء،الواقع والأفاق”مذكرا بأن الشباب الصحراوي اليوم أصبح يعيش في مفترق الطرق ،وهو بين اكراهات التطرف والانفصال في ظل استمرار مسلسل التضييق والتهميش المطبق على النخب الصحراوية،وتردي الأوضاع الاجتماعية والتي كانت السبب في أحداث مخيم أكديم-ايزيك الأليمة وكان أخر فصولها موت الفقيد “عبد السلام الصالحي”نتيجة مضاعفات الحروق بعد اقدامه حرق نفسه أمام ولاية العيون في الثاني من نونبر نتيجة لتردي أوضاعه الاجتماعية.

رئيس الحكومة لم يفوت الفرصة دون جلد لوبيات الفساد المسيطرة على الأوضاع طيلة أربعين سنة،مع تحميل المسؤولية للدولة عن التغاضي عن عديد التجاوزات ومنها ما ورد في المثن الدستوري فيما يتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة،مذكرا في الآن ذاته عن أهمية تجربة حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية في النسق السياسي لأنها تعتبر مبادرة سباقة في المنطقة ساهمت في تجاوز تقليدانية الخطاب ،ومركزا بأن المبادرة تشتغل في ظل ثوابت المملكة لكنها تمتلك خطاب نقدي وهو ما يجر عليها تضييق لوبيات الفساد.

بعد ذلك تناول القائد العام للجمعية المغربية للاغاثة المدنية والكاتب العام لمنتدى كفاءات من أجل الصحراء و عضو “تمارة سيتي” الأخ ابراهيم راجي”المعروف بأبو الرجال”في مداخلته حول موضوع النخب الصحراوية من الجهوية الى الحكم الذاتي،حيث استعرض بأن الكفاءات الصحراوية اليوم تمتلك من الجدية والغيرة الوطنية ما يؤهلها للعب الدور الطلائعي في أي مشروع ،وهو الرهان المشترك الذي يشتغل عليه سواء من الزاوية الجمعوية التي يمثلها أو الرهانات الجيو-استراتيجية في قضية الصحراء باعتباره أحد أبناء الوطن والغيورين على المناطق الجنوبية.

بعد ذلك أخذ الكلمة الأستاذ محمد الحياني الباحث في الحكامة واعداد التراب ووزير التعمير واعداد التراب في حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية في مداخلته المركزة حول “أسئلة الحكامة ورهانات المرحلة “مشخصا الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الصحراء ،مبرزا مكامن القصور والخلل المرتبطة بتعطيل دوران النخب بالصحراء،كنموذج صارخ للريع السياسي ،وعرج للحديث عن الريع الاقتصادي والذي يتضح من خلال احتكار الصفقات العمومية ،ورخص الصيد في أعالي البحار والمقالع،وكذلك الأمر المتعلق بالريع الاجتماعي ولاسيما في ملف تدبير بطائق الانعاش الوطني وتوزيع منح الجمعيات و البقع الأرضية وهذا كله يصب في تكريس ريع سياسوي -انتخابوي يخدم مصالح فئة ضيقة .

وفي مداخلة الأستاذ الباحث في القانون العام بجامعة محمد الخامس أكدال-يحي عفن والذي تطرق لموضوع الجهوية المتقدمة ودوره في منح جهات الصحراء صلاحيات أوسع ،تماشيا مع خصوصيات المنطقة واشراك فاعلين جدد،وهو ما تجسده تجربة حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية ،باعتبارها تكتلا نخبويا سباقا ورائدا بالمنطقة ،ساهم في خلق نقاش سياسي نخبوي ،لا يعترف بالطابوهات ويناقش القضايا بكل جرأة وموضوعية ،بعيدا عن النمط الاسترزاقي الذي تود تكريسه بعض الجهات كتجسيد منها لاستمرار التحكم في الأوضاع الراهنة.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جمعية وطنية تطوعية، تنشط في مجال الإغاثة والتدخل في حالات الطوارئ، وكذا مجال التنمية والتربية بالمغرب

روابط مهمة

فضاء التحميل

تابع جديد الجمعية عبر الإيميل

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

© تصميم : عادل الحرشي العلمي TcCom-AEH -15/24